انشودة الارصفة

( أنشودة الأرصفة )

* كأنا،

مذ كنا صغارا

كبار!

نبني البيوت بالطبشور على الأرصفة

كرائحة الندى، في سبيل العابرين

ألف بيت بنينا

قصورا

شنا شيلا وجسور

وكأن العمر ما فات

يتخفى غفلة في غايات السنين

غارقاً في صمت الحنين

لا تنوح طفولتنا

تراقصنا الشموس

تحتضن طفولتنا على الأرصفة

يطوي الزمان أحلام السنين

فتلف شوارع لعبنا

الأعوام

* نصغر أحيانا

عندما كنا صغار

نلعب كالأطفال

بشرائط ملونة وتنورات تدور

صياح ظفائرنا كالأعياد في الأزقة يثور

يتقافز ظل جدائلي السابلة حول أقدامي

المتورطة بثقافة العصور

* مذ كنا طيورا

نغرد والغربان النائية

تدور

لا ندرك من يتربص بنا خفية

لا نفزع من القبور

نطبشر الأعوام في جوف الأرصفة

وفي المدرسة

كبرنا مع الحرب

والحصار

والانفجار

بصمت!... نكبر دوما

فيمحو

سواد الصخور بياض الطبشور

وفي بعض حين

تمطر الدنيا أسئلة غامضة

حشرجات تتعالى

متآكلة بدون جدار

كتلك البيوت

* مااحلى فقرنا

يجاور صبا نا

براءة تجاور الأفنان الغافية

في حضن الضفاف

قريبة

أكاد اسمع ملتاعة

منها

خفق دجلة وخطى الفرات

* لم نوليها فراراً

(( ما هي بعورة))

هي

زخم من الأحلام والأطفال

رعودا وأمطار

نكبر فيها دوما

بغبشها المبقع بالزيوت

ببؤس الطحين

بشموخ اليقين

بلا انتهاء

تعانقنا الأزقة

شرائط وزهور

في مدى العمر

تكبر مدرستي

تبقى

صغيرة الأرصفة

*لم نخجل حين كبرنا من فقرنا في الجامعة

أو من بسطة ابن الجيران

لامن الشمس الآفلة

أو الصمت العريق في تأجيل الأحلام

تغفو على دفاترنا خواطر السنين

رؤى تكورت

امتدت ظلالاً

تعانق أهدابنا ثلوج الأحلام

في

ضياع الأرصفة

ثقافة الأرصفة

هموم أعياد الطغاة

تمخر خطانا العاصفة

في أزمة حين

تهز الكبرياء والأبناء الذين صاروا يلعبون.. ويبنون

لكن !!

لا يحلموا؟؟

لا يعلموا بحكاية الأرصفة؟؟ ونزف الأقمار

....

نسف الأحلام في غي الأحزمة الناسفة

فقرنا

يدرك افتقارنا

عدمنا

يعي الحروف العاطفة

يعي عوزنا للامان

وجمود الأحلام

ما أشقاها طفولتنا

ما أشقانا في الجامعة

و أحلامنا الخجلة في العشرين

لم نحلم حينها

كما يجب أن يكون!

آه لو أن السنين لم تمر

ولم يتمطى بقائي الحر

قبل ثلاثين عام وعشرة

فالبيوت

نخرتها الحكومات

الثورات

الخوف من الجبروت

فالطاغوت جعل البيوت اوهن من بيت العنكبوت

تتهاوى انفجارا

على رؤوس أحلامنا في آفاق السطور

تتشظى الحروب حروفاً آثمة

بؤسا على سطوحنا

وعلى جدار

السلام : دونوا بدماء الأرغفة

..على الأطفال أن لا يقتربوا من الأرصفة

لا يلعبوا مع ابن المسئول

لايقتربوا من دبابة المجنون

لا يضحكوا على طفل مشلول جراء عبوة ناسفة

أو غدر مزروع على قارعة المدرسة

لا يضحكوا

لايقتربوا

لا يتعلموا

فقط يخافون

لا يحلموا عندما يكبرون

لا يبنوا شقة مؤثثة

حرام شراء الأرغفة بحجة الرسول

لا من ولا سلوى

لا مكتبة

لهم....

أن يبنون..... الأحلام

برفقة الطبشور

في حضن الأرصفة

منقول عن والدتي الشاعرة عايدة الربيعي