لا احد يستطيع ان ينكر فضل الوالدين على ابنائهما ولاسيما الام التى اولاها الاسلام بمزيد من الرعاية لما تبذله فى سبيل تربية ابنائها من تضحيات وآلام مضاعفة بدءا من كون الطفل نطفة فى رحمها الى ان يشب ويقوى على مواجهة الحياة
ولان هناك بعض حالات تغيب فيها الام لاسباب مختلفة وتقوم امرأة اخرى بدورها فى الرعاية والتربية تساءلنا
هل تقتصر عناية الاسلام على الام التى تلد فقط وكيف ينظر الشرع الى غير الوالدات من الامهات اللاتى يقمن بأدوارهن تجاه الابناء؟
ان هناك حالات كثيرة تغيب فيها الام الاصلية اما لوفاتها او لسقوط الحضانة عنها او غير ذلك من الاسباب فيقوم بدور الام فى التربية احدى القريبات مثل زوجة الاب او الجدة او الخالة او العمة او اخت كبرى او احدى المتطوعات من باب الكفالة وفعل الخير
ولكننا ما نغفل فى الدعوة الى بر الام امثال هؤلاء الامهات اللاتى بؤدين دور الام فى غيابها فلا يجدن اهتماما او رعاية كافية فى حين ان الاسلام اعتنى بهن وحرص على ان يجعل لهن نصيبا من الرعاية والاهتمام وحقوقا تكاد تماثل حقوق الام الاصلية
ان كل من قامت بتربية الطفل ورعايته هى بمثابة ام لهذا الطفل وان لم تكن قد حملته فى احشائها فيجب البر بها والاحسان اليها والدعاء لها وذلك ادنى درجات التقدير والعرفان بالجميل واذا كنا احيانا قد نفجع بامهات تتحجر قلوبهن قسوة على ابنائهن فليس غريبا ان نجد نساء فضليات لم يلدن اشد حنانا وامومة من الامهات انفسهن
ومما بؤكد اهتمام الاسلام واعترافه بهؤلاء الامهات ان النبى (صلى الله عليه وسلم ) كانت له اكثر من ام ما بين مرضعة وحاضنة ومربية
فكانت امه الاولى التى حملته ووضعته هى "امنة بنت وهب" وقد توفاها الله وهو فى سن صغيرة الا انه كان يصلها بعد وفاتها بزيارة قبرها والدعاء لها
اما امه الثانية فهى" حليمة السعدية" التى ارضعته وقد كان صلى الله عليه وسلم يصلها ويقدرها بما يستطيع فحينما شكت جدب البلاد وهلاك الماشية بعد زواجه من السيدة خديجة رضى الله عنها اعطاها اربعين شاة وبعيرا ويروى انها جاءت الى النبى فبسط لها رداءه وقال لها : مرحبا بأمى ثم اجلسها على الرداء وقال لها اشفعى تشفعى وسلى تعطى واجاب لها طلبها ثم وصلها بعد ذلك واكرمها كل الاكرام
اما امه الثالثة فهى حاضنته "سويدة" مولاة ابى لهب وهذه ظل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يكرمها ويبعث لها بالكسوة والهدايا وما تحتاج اليه ويسأل عنها حتى توفيت
اما الام الرابعة فهى " بركة بنت ثعلبة" الشهيرة بأم ايمن الحبشية وهذه حضنته وربته صلى الله عليه وسلم وظلت معه حتى وفاته وقد كانت لها مكانة خاصة فى قلب رسول الله ولذا كان النبى يقول لها "يا أم" ويقول امام الجميع هذه بقية من اهل بيتى
وبذلك يكون النبى صلى الله عليه وسلم قد ضرب لنا المثل بذلك والقدوة فى التعامل مع الامهات ذوات الفضل وليست الام الوالدة فقط فكلهن يستحققن الاشادة والتقدير امام القاصى والدانى
منقول